فقر الدم
فقر الدم علميا هو انخفاض مستوى الهيموجلوبين عند اجراء فحص الدم و يعتبر مشكلة شائعة في جميع أنحاء العالم،حيث أن النساء و الأطفال هم الفئة الأكثر عرضة لخطر الإصابة بهذا المرض.
حسب منظمة الصحة العالمية، يتم تشخيص فقر الدم اذا كانت القيم المرجعية للهيموجلوبين أقل من 13 جم/ديسيلتر عند الرجال و أقل من 12 جم/ديسيلتر عند النساء، و أقل من 11 جم/ديسيلتر بالنسبة للنساء الحوامل.
يعتبر فقر الدم شديدًا اذا كان الهيموجلوبين أقل من 8 جم / ديسيلتر.
الهيموجلوبين هو بروتين يتواجد في خلايا الدم الحمراء الموجودة في الدم، وهو المسؤول عن نقل الأكسجين وإيصاله إلى خلايا الجسم.
ويترتب عن غياب علاج مناسب للمريض تفاقم فقر الدم مما يؤدي إلى سوء الحالة الصحية، انخفاض القدرات البدنية، تأخر النمو الفكري ، زيادة خطر الإصابة بالعدوى لدى الأطفال الصغار وتباطؤ نمو الجنين أثناء الحمل بالاضافة الى تفاقم المرض المسبب لفقر الدم.
أعراض فقر الدم
مهما تعددت أسباب هذا المرض، هناك أعراض محددة لفقر الدم:
شحوب الجلد والأغشية المخاطية، والذي يختلف من شخص إلى آخر، وذلك بحسب شدة فقر الدم.
الأعراض المرتبطة بنقص الأكسجين (تذكر أن الهيموجلوبين هو الناقل والموزع للأكسجين في الجسم) مثل التعب وضيق التنفس والدوخة والصداع وزيادة معدل ضربات القلب.
تعتمد شدة هذه الأعراض على شدة فقر الدم ومدى سرعة ظهوره. ويعتمد أيضًا على تأثيرها على أعضائنا الاساسية ( القلب، الدماغ، الجهاز الهضمي، والرئتين).
بالإضافة الى أعراض أخرى مثل جفاف الجلد، الشفاه المتشققة، الأظافر المسطحة، الشعر الجاف والهش.
عندما تكون بداية فقر الدم سريعة جداً كما في حالة النزف، فإننا سنتعامل مع ما يسمى بأعراض الصدمة مصحوبة بالتعرق، الشعور بالعطش، انخفاض في ضغط الدم، تسارع كبير في ضربات القلب.
في هذه الحالة اذا لم يتم فعل أي شيء، فسيحدث توقف للقلب والجهاز التنفسي.
متى يجب استشارة الطبيب ؟
وجب استشارة الطبيب في حالة نتائج فحص دم مريبة أو ظهور أعراض فقر الدم.
أسباب فقر الدم
فقر الدم هو نتيجة لأسباب متعددة؛ يمكن تصنيفها حسب أصل فقر الدم سواء بسبب خلل في الجسم او سبب خارجي.
يكمن أحد أهم اسباب فقر الدم في خلل في إنتاج الهيموجلوبين على مستوى النخاع الشوكي وذلك بسبب نقص العناصر الاولية؛ الحديد، فيتامين ب 12، حمض الفوليك، أيضًا اختفاء الخلايا الجذعية لنخاع العظم، بعد العلاج الكيميائي، في حالة خلل في الخلايا الجذعية أو سرطان الدم.
أما أسباب فقر الدم الخارجية فيمكن حصرها نتيجة لفقدان الهيموجلوبين الزائد في حالة نزيف حاد، فقدان الدم المزمن، مثل الدورة الشهرية الغزيرة، وقرحة المعدة، وسرطان القولون، تدمير خلايا الدم الحمراء في الجسم بسبب تشوهها (مرض الخلايا المنجلية، الثلاسيميا) أو بسبب مهاجمتها بواسطة عامل معدي (الملاريا) أو حتى بواسطة الأجسام المضادة الخاصة بنا.
فقر الدم بسبب نقص الحديد
نقص الحديد هو السبب الرئيسي لفقر الدم ويرجع ذلك إلى:
وجود نزيف طويل الأمد بسبب مشكلة في الجهاز الهضمي؛ قرحة المعدة أو ورم القولون أو سرطان القولون والمستقيم، او في حالة أمراض النساء مثل الورم الليفي الرحمي، أو حتى مشاكل المسالك البولية مثل سرطان المثانة. كما يمكن أن يكون هذا النزيف أكثر وضوحا، مثل الدورة الشهرية الغزيرة أو تغير لون البراز إلى اللون الأسود وانبعاث الدم الأحمر من فتحة الشرج في حالة وجود أصل هضمي.
نقص كمية الطعام او نظام غذائي سيئ التنوع، النساء الحوامل والأطفال دون سن 5 سنوات معرضون بشكل خاص لفقر الدم الناجم عن نقص الحديد؛ فعند النساء بسبب زيادة حجم الدم ومتطلبات نمو الجنين، خاصة في نهاية الحمل، و عند الأطفال بسبب نموهم السريع الذي يتطلب تناول كميات أكبر من الحديد.
اضطراب في امتصاص الحديد عن طريق الجهاز الهضمي في حالات مرضية مثل مرض كرون.
علاج فقر الدم
علاج فقر الدم في المقام الأول يكمن في علاج أسبابه، لذلك وجب دائمًا البحث عن السبب.
يكمن علاج فقر الدم الأكثر شيوعًا، بتصحيح النقص الغذائي باستخدام نظام غذائي متنوع ومتوازن يغطي احتياجات الحديد؛ الأطعمة المفضلة هي اللحوم الخالية من الدهون والدواجن والأسماك والبيض والبقوليات والخضروات الخضراء مثل السبانخ والبروكلي والبازلاء والفاصوليا بالاضافة الى الأطعمة الغنية بفيتامين C (البرتقال، الكيوي، الطماطم والفلفل)، لأنها ستساعد جسمك على امتصاص الحديد، وعلى العكس من ذلك، تجنب الشاي والقهوة التي تحتوي على مثبطات محتملة لامتصاص الحديد.
إذا لم يكن تصحيح النقص من خلال النظام الغذائي كافيًا، فسيتم وصف مكملات أملاح الحديد لمدة 3 إلى 6 أشهر اعتمادًا على شدة النقص.