تقنية النانو في الطب
يعتبر طب النانو فرعا من الطب يسعى إلى تطبيق تقنية النانو المعروفة بمعالجة وتصنيع المواد والأجهزة التي يتراوح حجمها تقريبًا من 1 إلى 100 نانومتر حيث أن 1 نانومتر يساوي 0.0000001 سنتيمتر.
تحديات تقنية النانو في الطب:
حسب تطلعات العالم الأمريكي إريك دريكسلر لتكنولوجيا النانو في مجال الطب ؛ فقد توقع أنه سيسهل إنشاء روبوتات نانوية يمكنها التنقل داخل الجسم بحثًا عن المرض القضاء عليه، وعلى الرغم من أن الكثير من هذه الأهداف لا تزال غير محققة، إلا أنها تؤكد قدرة الأطباء و العلماء على البحث عن الخلايا المريضة وتدميرها، او تعويض أجزاء من الخلايا و الانسجة البيولوجية الدقيقة.
على الرغم من أن طب النانو لا يزال في مراحله المبكرة، فقد تم تطوير عدة تطبيقات له فقد ركزت الأبحاث على تطوير أجهزة استشعار حيوية للمساعدة في التشخيص و مركبات معقدة لصناعة اللقاحات والأدوية والعلاج الجيني، خاصة في مجال علاج مرض السرطان بأنواعه.
تعتبر أدوية النانو ثورة في الطب و الحقبة القادمة في مجال صناعة الأدوية؛ حيث أظهرت الأبحاث الحالية تحسنًا في الأداء و تقليلا في الآثار الجانبية.
فروع طب النانو:
وصلت أبحاث طب النانو الى عدة مجالات فرعية رئيسية وهي التصوير النانوي، المواد النانوية ، الأجهزة النانوية، العلاجات الحديثة وأنظمة توصيل الأدوية، بالاضافة الى علم السموم؛ حيث يكمن الهدف في إنشاء أجهزة استشعار متنقلة داخل الجسم يمكن التحكم فيها عن بعد لإجراء تحليل في الوقت الفعلي على الجسم الحي ، و تحسين التوافق الحيوي والخصائص الميكانيكية للمواد المستخدمة في الطب؛ كاستبدال الأنسجة او تحفيز نمو الخلايا.
استخدامات و فوائد تقنية النانو في الطب:
يتم العمل في طب النانو على المستوى الجزيئي، فبفضل التكامل بين البيولوجيا والتكنولوجيا، يتم القضاء على الأمراض من خلال إيصال الأدوية بدقة الى الأجزاء المستهدفة، تجديد الخلايا التالفة ، بالإضافة إلى الأجزاء النانوية التي يمكن أن تحل محل أجزاء من الخلايا.
يهدف طب النانو إلى تطوير جسيمات نانوية بامكانها أن تستهدف أمراضًا معينة مع تجاوز الحواجز البيولوجية بأمان ؛ فبفضل روبوتات تشخيص دقيقة للغاية، فإن أنظمة توصيل الأدوية ستمكن من توفير علاجات دقيقة وتقليل الآثار الجانبية.
من خلال فروع طب النانو سيصبح بالإمكان إنشاء ما يسمى بالطب الشخصي بناءً على علم الجينوم، حيث يقوم الطب الشخصي على امكانية التشخيص والعلاجات بشكل فردي؛ و اعتمادا على البيولوجيا الرقمية للجينوم تصبح إمكانية علاج المرض قبل ظهوره ممكنة بفضل معرفة الجينات المسؤولة عنه.
تقنية النانو في علاج السرطان:
تقتصر علاجات السرطان التقليدية حاليًا على الجراحة، الإشعاع والعلاج الكيماوي وكلها تحمل خطر إتلاف الأنسجة الغير مريضة؛ ستوفر تقنية النانو وسيلة لاستهداف العلاجات بشكل مباشر وانتقائي للخلايا السرطانية والأورام، وتعزيز الفعالية العلاجية للعلاجات القائمة على الإشعاع.
ان أبحاث علاج السرطان بتقنية النانو تتجاوز مجرد توصيل الأدوية، بل تمتد إلى إنشاء علاجات حديثة من خلال استخدام بعض الخصائص الفيزيائية للجسيمات النانوية، مثل امتصاص الطاقة وإعادة الإشعاع، لتعطيل الأنسجة المريضة و منع نموها، بالإضافة الى استخدام الأجسام ذات البنية النانوية من أجل التحفيز المناعي.
نظرًا لأن طب النانو يقوم على مبدأ إدخال جزيئات ومواد وأجهزة نانوية مصممة حديثًا إلى جسم الإنسان فإن دراسة القضايا التنظيمية حول إدارة هذه الحداثة واجب خاصة أخلاقيات طب النانو.