الميكروبلاستيك أو اللدائن الدقيقة
خلال حياتنا اليومية، نتعرض لجسيمات صغيرة جدا من البلاستيك، تتسلل إلى أجسامنا بشكل صامت، حيث لا تزال آثار هذا التلوث على أجسامنا غير مفهومة؛ إذ تشير بعض الدراسات إلى أن الميكروبلاستيك يمكن أن يؤثر على وظائف الجهاز التنفسي، الجهاز الهضمي، الجهاز التناسلي وحتى الجهاز العصبي.
مصادر الميكروبلاستيك
البلاستيك موجود في كل مكان في حياتنا، و هو مادة غير مستدامة، بعد تصنيعه و بداية استخدامه يبدأ مع مرور الوقت في التحلل و اطلاق جزيئات الميكروبلاستيك غير المرئية، حيث تلوث هذه المواد البلاستيكية الدقيقة و النانوية جميع البيئات؛ كالمياه والتربة وحتى الهواء بما في ذلك الكائنات الحية التي تعيش فيها و كذلك البشر حيث تشير البيانات ان أجسامنا ملوثة بها.
أثبتت الدراسات وجود المايكروبلاستيك في ملح الطعام ، السكر ، أكياس الشاي ، المأكولات البحرية (الأسماك والقشريات)، الحليب و حتى الفواكه والخضروات ؛ حيث تم التعرف على أنواع مختلفة من المواد البلاستيكية الدقيقة في المياه المعبأة وقد قدر الباحثون أن الإنسان يبتلع في المتوسط ما بين 0.1 و 5 غرام من هذه اللدائن الدقيقة أسبوعيًا، ونظرًا لصغر حجمها يمكن أيضًا استنشاقها مباشرة من الهواء أو دخولها عبر مسامات الجلد.
تأثيرات الميكروبلاستيك على الجسم
تأثير الميكروبلاستيك على الجهاز التنفسي
استنشاق هذه المواد البلاستيكية يضر بالجهاز التنفسي فهذه الجزيئات الدقيقة تنتشر في جميع أنحاء الرئتين لتصل إلى الحويصلات الرئوية والأنسجة التي تدعمها؛ فيؤدي وجودها إلى تعطيل بنية القصبات الهوائية، التي تمثل حاجزا وقائيا للجهاز التنفسي فتحد من تكاثر خلايا الغشاء الداخلي و تدمرها.
تحفز المواد البلاستيكية الدقيقة داخل الجهاز التنفسي توليد العديد من الالتهابات و الإفراط في الافرازات التي تفاقم أمراض الجهاز التنفسي المختلفة مثل تليف و انتفاخ الرئة ، الربو والسرطان.
تفاقم الحساسية التنفسية:
يمكن أن تزيد هذه الملوثات من حساسية الجهاز التنفسي، مما يؤدي إلى تفاقم حالات الربو و زيادة إنتاج افرازات تدمر أنسجة الرئة.
تأثير الميكروبلاستيك على الجهاز الهضمي
عند ابتلاع المايكروبلاستيك تمر هذه الجزيئات الصغيرة على طول الجهاز الهضمي وتصل إلى الأمعاء، حيث تسبب اضطرابات عديدة حيث أظهرت دراسة أجريت على الفئران لأول مرة أنها تسبب انخفاضًا في إفراز المخاط المعوي الذي يلعب دورًا أساسيًا في حماية الأمعاء وعملها بشكل سليم فهو يشكل طبقة واقية تمنع مسببات الأمراض والسموم والجزيئات غير المرغوب فيها من إتلاف جدار الأمعاء، و يعزز تنظيم امتصاص العناصر الغذائية.
اختلال توازن الميكروبيوم المعوي:
تضر هذه الملوثات بالكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في الأمعاء، خاصة انخفاض البكتيريا النافعة كما و نوعا بالإضافة إلى اختلال عملية التمثيل الغذائي لبعض الأحماض الأمينية حيث أدت الاضطرابات الأيضية عند التعرض للمواد البلاستيكية الدقيقة في بعض الحالات المدروسة على الحيوانات إلى زيادة نسبة السكر في الدم وتركيز الأنسولين أثناء الصيام ويمكن أن تعزز تطور أمراض الكبد.
إلتهابات الأمعاء:
تؤدي الاختلالات في الكائنات الحية الدقيقة إلى زيادة مستويات الالتهاب في الأمعاء حيث تعمل بعض انواع البكتيريا على تحفيز ظهور خلايا الدم البيضاء و تسهيل عملية إنتاج مضادات الالتهاب و التحكم في شدة الاستجابة المناعية.
جزيئات الميكروبلاستيك و انخفاض الخصوبة
لوحظت العديد من الاختلالات في الوظيفة الإنجابية عند الحيوانات التي تعرضت تجريبيًا للجسيمات البلاستيكية الدقيقة ؛ ففي ذكور الفئران سببت تغيرًا في جودة الحيوانات المنوية و إلتهاب في الخصيتين وانخفاضًا في مستويات هرمون التستوستيرون، كما أن خصوبة الإناث معرضة للخطر أيضا ففي إناث الفئران، أدى التعرض للمايكروبلاستيك إلى التهاب المبيض و انخفاض معدل البويضات.
خطر الميكروبلاستيك على الجهاز العصبي
يبدو أنه لا يمكن لأي حاجز طبيعي في الجسم حجب هذه الجزيئات البلاستيكية، ولا حتى أحد أكثرها انتقائية و دقة؛ الحاجز الدموي الدماغي الذي يعتبر الخط الأول للدفاع المناعي في الدماغ، فهذه اللدائن الدقيقة سببت تلف الخلايا العصبية وفقا لهذه الدراسة، اضافة الى انخفاض وظائف الذاكرة لدى الفئران.