التنفس الفموي
قد يبدو التنفس عن طريق الفم غير ضار للوهلة الأولى، لكن يمكن أن يكون له عواقب على نمو الأسنان والفكين، المضغ، و النطق عند الأطفال في مرحلة النمو، لذلك فهي مسألة مهمة وجب معرفة أعراضها و تحديد أسبابها لعلاجها في الوقت المناسب.
أضرار و مضاعفات التنفس عن طريق الفم
من الطبيعي التنفس عن طريق الفم في مواقف معينة، خاصة بعد المجهود البدني أو انقطاع التنفس، لكن في أغلب الأحيان، يتم التنفس عن طريق الأنف؛ ففي الحالات الطبيعية عند التنفس من الأنف يضغط طرف اللسان على الجزء الخلفي من الفم، مما يساهم في نمو الفك العلوي و تناسق الأسنان ، أما في حالة التنفس عن طريق الفم و هي حالة غير طبيعية، يبقى اللسان في وضعية الراحة على أرضية الفم، مما يسبب مشاكل في النمو؛ أي عندما لا يكون وضع اللسان مناسبًا عند التنفس، يكون لذلك عواقب على نمو الفك العلوي فيكون ضيقا و أكثر عمقا من الحالات الطبيعية، بالإضافة الى التطور غير الكافي للجزء الداخلي للأنف، و مع مرور الوقت تصبح الممرات الأنفية أضيق، مما يجعل التنفس من خلال الأنف أكثر صعوبة، إضافة إلى ذلك ، في حالات التنفس عن طريق الفم غير المعالجة تحدث مشاكل في إطباق الأسنان، و ازدحامها بسبب ضيق المساحة في الفك العلوي.
أسباب التنفس عن طريق الفم عند الأطفال
ترتبط عدة عوامل بالتنفس من الفم، حيث تشمل الحساسية، انسداد الأنف أو اللوزتين البارزتين بشكل مفرط التي تمنع التنفس الأنفي، بالإضافة الى عادة مص الإصبع للأطفال أو بسبب طريقة البلع غير الصحيحة؛ لذا من المهم أن نفهم أن هذه العوامل تؤثر على وضعية اللسان داخل الفم و علاقته بنمو الفكين ، ما يجعل الطفل يواجه صعوبة في إبقاء شفتيه مغلقتين في الوضع الطبيعي لهما أثناء التنفس.
كيفية التعرف على أعراض التنفس من الفم
ندعو الوالدين إلى توخي الحذر و الفطنة، لأن ظهور بعض العلامات يساعد في اكتشاف التنفس عن طريق الفم لدى الطفل، و فيما يلي أهمها:
الفم دائما مفتوح
يبقى فم الطفل مفتوحا طوال الوقت ، فلا يوجد تلامس بين شفتيه، بالإضافة الى وجوب التحقق من كيفية تنفسه أثناء النوم، حيث أن التنفس من الفم أثناء النوم يؤدي إلى تراكم اللعاب على الوسادة و هذه إشارة على خلل التنفس.
علامات تعب و إرهاق
يؤثر التنفس عن طريق الفم عمومًا على جودة النوم وبالتالي فإن الطفل يصبح أكثر تعبًا وأقل انتباهًا، و عصبيا في بعض الأحيان.
هالات داكنة تحت العينين
نظرًا لنقص وصول الأوكسجين في منطقة الأنف والجيوب الأنفية، تظهر هالات داكنة مزرقة تحت العينين للدلالة على خلل في عملية التنفس و كمية الأكسجين اللازم في الدم.
إحتقان الأنف
نظرًا لأن التنفس عن طريق الفم يقلل من مرور الهواء عبر الممرات الأنفية ، لذا يصبح الطفل أكثر حساسية وعرضة للاحتقان.
صعوبة النطق
عند الأطفال الذين يعانون من مشكلة التنفس عن طريق الفم يصعب نطق بعض الأصوات، مثل "s" أو "ch" ، لذلك عند تصحيح طريقة التنفس يصبح نطقها أسهل.
مشاكل في الإطباق
في معظم الحالات نلاحظ أن الأسنان العلوية بعيدة جداً إلى الأمام مقارنة بالأسنان السفلية، أو على العكس تكون بعيدة جداً إلى الخلف، و ذلك بسبب وضعية اللسان الغير صحيحة أثناء التنفس التي تؤثر على اتجاه نمو عظم الفك الحامل للأسنان.
التأثير على مظهر الوجه
يمكن أن يؤثر نقص تطور الفك العلوي والأسنان على مظهر الوجه بشكل عام، فعلى سبيل المثال، يمكن أن نلاحظ تراجع الذقن بصفة غير عادية أو وجها ضيقا في منطقة الأنف و الخدين.
علاج و متابعة التنفس من الفم و مضاعفاته لدى الأطفال
عند الشك بوجود تنفس عن طريق الفم لدى الطفل، وجب استشارة طبيب أطفال أو طبيب الأنف والأذن والحنجرة، لتوضيح الأسباب الجسدية والوظيفية، بعد ذلك، يتم إجراء علاجات تقويم الأسنان لتصحيح موضع الفكين وتحسين محاذاة الأسنان ما يساعد على تصحيح عملية المضغ و تطور الوجه.
يتولى معالج النطق إدارة تدريب لسان الطفل في حالات التنفس عن طريق الفم؛ حيث يقوم بتعليم الطفل لكيفية وضع لسانه وفمه عند التنفس و تناول الطعام و البلع، بالإضافة الى تصحيح مشاكل النطق.